للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لتذكرني فإن ذكري أن أعبد وليصلي لي، أو لتذكري فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار. . . أو لذكري خاصة لَا تشوبه بذكر غيري أو لإخلاص ذكري، وطلب وجهي لَا ترائي بها، ولا تقصد بها غرضا آخر، أو لتكون لي ذاكرا غير ناسٍ، فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم على بال منهم وتوكيل هممهم وأفكارهم به، كما قال تعالى: (. . . لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ. . .). هذه معان متوافقة غير متضاربة لكلمة (لِذِكْرِي) ولتوافقها صح أن تكون كلها داخلة في معنى هذه الكلمة السامية (لِذِكرِي).

بعد ذلك ذكر سبحانه لموسى عليه السلام الإيمان بالقيامة والبعث، وما يتصل بالآخرة، وإن هذا فيصل التفرقة بين الإيمان والزندقة، فالإيمان بالبعث وما يعقبه هو قوام الشخصية المؤمنة وهو الإذعان، وبه يكون السير إلى الله، ولذا جعل من أركان الإيمان مع التوحيد والصلاة لامتلاء النفس بذكر الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>