خيرا وما فعل شرا، وتارة يتركها عجزا وكسلا عنها بعد السعي في أسبابها والتلمس بما يقرب منها، فهذا بمنزلة فاعلها).
وإن ذلك تقسيم حسن أخص ما فيه أنه يخرج ممن يهم بسيئة ولم يفعلها من هَمَّ وأخذ في الشروع في جريمة، ولكن حال بينه وبينها أمر لَا يستطيع مدافعته فهو لَا يكون قد هم فقط، بل نوى الفعل واعتزمه ولكن عجز لأمر خارج عن إرادته.
ولقد ختم العلي القدير كلماته في هذا الموضوع بقوله تعالى:(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) إن الآيات عطاء وعفو، فالعطاء من فضل الله تعالى، والعفو من رحمته، وهو الذي يعطي من يستحق، ويمنع عمن يستحق، وإن شاء غفر، وعلى ذلك لَا يظلم أحدا شيئا؛ لَا يمنع حقا، بل يعفو ويصفح عن أهل الإيمان الذين لا يشركون به شيئا، وهو السميع العليم.