للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب أم يكون من العجم؛ (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) وهو الذي يعلم بخفايا نفوسهم، والحقد الدفين فيها، والحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله. وقد قرر سبحانه أنهم لَا يعلمون، فقال: (وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فهم لا يعلمون حال إبراهيم عليه السلام ولا من هو أهل للرسالة؛ وليس من شأنهم أن يعلموا؛ لأنَّ أحقادهم تحول بينهم وبين أن يدركوا الذي عليه من يخالفونهم، فإنه لَا شيء كالحقد والحسد يحول بين المرء والإدراك السليم والعلم الصحيح.

اللهم رفقنا للحق، وهيى لنا أسباب العلم به، والإذعان له، فإن الهداية منك وإليك، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

* * *

(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (٦٨) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٦٩) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٧٠) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١)

* * *

ذكر الله سبحانه وثعالى في الآية السابقة ما يشر إلى أن كلتا الطائفتين من اليهود والنصارى كانت تدَّعي أن دينها هو دين الله الخالص، وأنه دين النبيين جميعا، وأنه دين أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وأنهم ما غيروا وما بدّلوا، وكذلك كان يدّعي المشركون؛ لأنهم من سلالة إبراهيم عليه السلام، وحسبوا هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>