للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يفيد قط، وفيه إشارة إلي أن الكافرين يعلمون أم ما هم عليه هو الباطل، ولكنه العناد والطغيان، وقد ذكر ذلك سبحانه وتعالى بقوله: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ. . .).

وقد بين سبحانه أن هؤلاء الذين اتجروا بإيمانهم وجعلوه سلعة تباع - مغبة فعلهم عليهم وحدهم دون سائر الناس، ولن يضروا المؤمنين إلا أذى والعاقبة للمتقين، ولذا قال سبحانه: (لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا) أي ليس في طولهم ولا في طاقتهم أن يضروا دين الله تعالى ولا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا المؤمنين بالله تعالى شيئا من الضرر الذي تكون عاقبته انتصارهم إلى النهاية، فإن الله تعالى ناصر دينه خاذل أعداء الحق، فإضافة إرادة الضرر إلى الله تعالى على حذف مضاف، أي وتقديره دين الله أو رسوله أو المؤمنين بالله، وفي حذف المضاف إشارة إلى أن ما يفعله المشركون ويوجهونه إلى المؤمنين إنما يوجهونه إلى الله تعالى رب العالمين، وذلك إعلاء للدين وللرسول وللمؤمنين.

وإذا كان أولئك لَا يضرون الله فهم لَا يضرون إلا أنفسهم، وبين سبحانه الضرر الذي يلحقهم بقوله سبحانه: (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي عذاب مؤلم شديد الإيلام لهم في الدنيا وفي الآخرة، فآلامهم في الدنيا هزائم تتلوها هزائم، وخزي وسقوط لهم عن علياء طاغوتهم إلى الدرك الأسفل، وفعيل هنا بمعنى فاعل، (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ. . .)، بمعنى مبدع.

ولقد يسأل سائل: لماذا يتمتع هؤلاء بالسلطان، ولماذا ينتصرون أحيانا؛ فبين سبحانه أن ذلك إملاء لهم، فقال:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>