للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمصابرة هي المغالبة بالصبر، وهي تكون في الجهاد مع الأعداء في الملحمة، أو في المجادلة، أو في أي مغالبة على أي لون كانت، والمرابطة هي القيام على الثغور الإسلامية لحمايتها من الأعداء، فهي استعداد ودفاع وحماية للديار الإسلامية، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " رباط يوم في سبيل الله خير عند الله من الدنيا وما عليها " (١)، وكان كبار الزهاد يرابطون نصف السنة، ويطلبون قوتهم بالعمل في النصف الآخر: والتقوى هي لب كل عمل صالح، وهي النية المحتسبة للخير، فالمرابطة والمصابرة إن لم تكن منبعثة من التقوى لإرضاء الله تعالى فإنه لَا خير فيها، وإن هذه الأمور الأربعة هي التي يرجى بها الفلاح، أي الفوز في الدنيا والآخرة، ولذا قال سبحانه: (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي رجاء أن يكتب لكم الفوز بالنصر في الدنيا والجزاء في الآخرة. اللهم اكتبنا برحمتك في عبادك الفائزين برضاك.


(١) جزء من حديث رواه البخاري: الجهاد والسير - فضل رباط يوم في سبيل الله (٢٦٧٨) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد الساعدي رَضيَ اللَّهُ عَنْه. كما رواه الترمذي بلفظ (وما فيها): فضائل الجهاد - ما جاء في المرابط (١٥٨٧)، َ وَرواه أحَمد: باقي مسند الأنصار - حديث أبي مالك سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه (٢١٨٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>