للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال " عشرون ". ثم جلس. وجاء آخر فقال: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: " ثلاثون، (١).

وهذا الخبر يعطي تفسيرا بأن من قال لأخيه المسلم " السلام عليكم " كتب له عشر حسنات، فإن قال: " السلام عليكم ورحمة الله " كتبت له عشرون حسنة، فإن قال: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " كتبت له ثلاثون حسنة، وكذلك من رد التحية له مثل ذلك الأجر.

وللتحية وردها آداب يجب أن يتعلمها المسلم، ويتخذها منهجا وسلوكا، فمنها أن يسلم الراكب على الماشي، والقائم على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، وفي المسألة مسائل فقهية متشعبة، على المسلم أن يتعرف عليها من مظانها، ولا يغفل عنها؛ لأن التحية وإفشاء السلام من الأسباب التي تصل القلوب بعضها ببعض، فتأتلف الأرواح، وتتحاب النفوس، تصديقا لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم " (٢).

ثم عليكم أن تتذكروا في كل شئونكم أنه جل ذكره:

* * *


(١) رواه الترمذي: الاسنئذان والآداب - ما ذكر في فضل السلام (٢٦٨٩)، وأبو داود: الأدب - كيف رد السلام (٥١٩٥)، وأحمد: أول مسند البصريين (١٩٤٤٦)، والدارمي: السلام - فضل التسليم ورده (٢٦٤٠). عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
(٢) رواه مسلم: الإيمان - بيان أنه لَا يدخل الجنة إلا المؤمنون (٥٤)، والترمذي: الاستئذان والآداب - ما جاء في إفشاء السلام (٢٦٨٨)، وأبو داود: الأدب - في إفشاء السلام (٥١٩٣)، وابن ماجه: المقدمة - في الإيمان (٦٨). عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>