بصناعة السحر، لأن يسوع قال إنه لَا يموت إلى وشك انقضاء العالم، لأنه سيؤخذ في ذلك الوقت من العالم) ثم يبين أن يسوع رفع إلى السماء، ولما علم أن بعض المتبعين ضلوا طلب إلى الله تعالى أن ينزله إلى الأرض فنزل بعد ثلاثة أيام؛ ويفول برنابا:(ووبخ كثيرين ممن اعتقدوا أنه مات وقام قائلا: أتحسبونني أنا؟! والله كافر بالله، لأن الله وهبني أن أعيش حتى قبيل انقضاء العالم، كما قد قلت لكم. الحق أقول لكم أني لم أمت، بل يهوذا الخائن، احذروا لأن الشيطان سيحاول جهده أن يخدعكم ولكن كونوا شهودي في كل إسرائيل وفي العالم كله، لكل الأشياء التي رأيتموها وسمعتموها " (١).
ومن هذا يتبين معنى أنه خُيلَ لهم أنهم قتلوه، وما قتلوه، وأنهم قد اعتراهم الشك من بعد ذلك في أمره، ولذا قال تعالى:
(وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ منْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ) ولقد اختلف اليهود والمسيحيون في شأن السيد المسيح، فمنهم من أنكر أنه نبي، ومنهم من زعم أن فيه عنصرا إلهيا مع العنصر الإنساني، ومنهم من زعم أنه ابن الله تعالى وأن النبوة ليست نبوة ألوهية، إنما هي نبوة ثقة ومحبة ورحمة، ومنهم من قال إن الذي ولدته مريم هو العنصر الإنساني، وفاض عليه من بعد العنصر الإلهي، ومنهم من قال إن مريم ولدت العنصرين، ومنهم من قال إن كلام عيسى وإرادته هي من العنصر الإنساني، ومنهم من قال إن الإرادة وليدة العنصرين. وهكذا كان الاختلاف، وكل كون طائفة وحزبا، كما قال تعالى:(ذَلكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَق الَّذِي فِيهِ يمْتَرُونَ) إلى أن فال تعالى: (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
ولا يزالون يختلفون حول حقيقة المسيح وصلبه، ومع أن اليهود هم الذين سعوا بلا ريب لقتله، ولكن ردهم الله تعالى على أعقابهم خاسرين، وأبطل الله مكرهم وكيدهم، مع هذا تجد الآن المجمع المسكوني المسيحي قام باقتراح قسيس