للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفسر بعض العلماء الذين كفروا بالجبابرة من الملوك الكافرين، فهم يتولون كل ذي قوة، ولو كان جبارا عاتيا، وينسب ذلك الرأي إلى محمد الباقر بن على زين العابدين، وفيه غرابة، وإن كان معناه سليما:

(لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) (بئس) كما ذكرنا تدل على الذم، و (ما قدمت) أيديهم هو ما قدموه من عصيان وعدم التناهي عن المنكر، والاعتداء وتولي المشركين والجبابرة، وقد أكد سبحانه وتعالى الذم بالقسم واللام، والتعبير بما قدمت أنفسهم يشمل الفعل والقول، والحقد والحسد والمظهر في هذا الذم ينالهم أمران خطيران، أحدهما - سخط الله تعالى وحسب ذلك شرا في مآلهم، وأنهم مخلدون في العذاب، وقد أكد سبحانه عذابهم بكلمة - هم - وتقديم (فى العذاب)، وتخليده، وقد بين سبحانه أن ولاية المشركين والجبابرة أمر مذموم لأنه ضد الخير، فقال:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>