للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهناك مع ما كان القسيسون والرهبان عليه وصف آخر هو السبب في إيمان الكثيرين منهم في الجزيرة العربية، ثم الشام ومصر من بعد ذلك، وهو أنهم: (لا يَسْتَكْبِرُونَ). وقد جعل ذلك سببا قائما بذاته، وأكد سبحانه وتعالى سببيته بـ " أن " وبالجملة الاسمية، وعبر سبحانه في خبر الجملة الاسمية بالفعل المضارع لتصوير حالهم في عدم الاستكبار، وأن الاستكبار هو داء اليهود الدوى، وهو داء المشركين فاليهود يحسبون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم من صنف فوق الناس، وأن الجميع دونهم، فذهب بهم غلواؤهم إلى الكفر والضلال، وقتل الأنبياء وتكذيبهم، والمشركون ما كفروا بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا أنهم رأوا العبيد والفقراء والضعفاء هم الذين يتبعونه، فذهب بهم اعتزازهم بالباطل ألا يتبعوه، وقالوا مقالة قوم نوح له: (. . . وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ. . .).

ونصارى الجزيرة العربية ومن شاكلهم جانبوا الكبر، فقربوا من الحق، وقد بين سبحانه حالهم في اتباع الحق.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>