للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد ذكر سبحانه هذا المعنى في عدة آيات: من كتابه، فقد قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ)، وقال تعالى: (لَهُ مُعَقبَاتٌ

مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ. . .)، وقال تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٧) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨).

وإن هذه الرقابة والمحافظة لأولئك تستمر، حتى الوفاة؛ ولذا قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) " حتي " هنا للغاية، والمعنى تستمر هذه

الحال حتى يجيء أحدهم الموت، وعبر بالماضي لتحقق المجيء مثل قوله تعالى:

(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ. . .)، أو تكون حتى تفريعية أي إن تلك الرقابة لأجل الحساب كما يدل الكلام، وقوله - تعالى: (تَوَفَتْهُ رُسُلُنَا) أي ملك الموت ومن معه، وهنا يلاحظ أن ذكر مجيء الموت قدم على ذكر الوفاة، والمراد من مجيء الموت تقدير نهاية الأجل؛ ولذلك عبر بـ (أَحَدَكُمُ) ولم يقل، حتى إذا ماتوا؛ والوفاة قد جاءت بعد الإحصاء الدقيق من الحفظة؛ ولذلك قال من بعد ذلك: (وَهُمْ لَا يُفَرِّطونَ) أي لَا يهملون، ولا يتركون شيئًا مما فعل، بل كل ما عمل مهيأ له يجده حاضرا بعد وفاته.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>