وثالثها - أن الله تعالى عبَّر عن ذاته الكريمة، أنه مولاهم الحق، أي ذو الولاية الحق، فلا ولاية لمن اتخذوهم أولياء، بل إنهم ينسونهم، وينكرونهم، كما قال تعالى:(هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ. . .)، و (الحق) يصح أن نقول إنها وصف لمولاهم، أي هو الولي الحق الذي لَا يصدق على غيره أنه ولي قط، أو نقول إنها بالحق الثابت وبالعدل الذي لَا يظلم ربك فيه أحدا.
وقوله تعالى:(أَلا لَهُ الْحُكْمُ)، " ألا " فيه للتنبيه وتقديمه له على الحكم للإشارة إلى أنه وجد له الحكم، ولا حكم لأحد سواه فليترقبوا جزاء ما عملوا، والحساب قائم ومؤكد؛ ولذا قال من بعد:(وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) أي أنه لَا يوجد حاسب في سرعة حسابه وهذا يؤكد الحساب وما يترتب عليه من ثواب وعقاب، وإنها لجنة أبدا أو لنار أبدا (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِر أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ. . .). ويثبت أن حساب الله سريع؛ لأن الله يعلم كل شيء قبل أن يقدموا عليه إن الله بكل شيء عليم.