للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظرف الذي تعلق بالخبر، ووصف سبحانه وتعالى ذلك بالحق لما أحاطه من إنكار وجحود، واستغراب وعجب، كما قال تعالى: (وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ. . .)، وأن الله تعالى يذكر حال ذلك اليوم الذي يقول سبحانه وتعالى قوله الحق (كُن فَيَكُونُ) يكون الملك الثابت الدائم الذي لَا يشاركه فيه أحد؛ ولذا قال تعالى: (وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ) والصور كما يقول القرطبي - قرن من نور ينفخ فيه بقدرة الله تعالى فيكون الجمع مما بعث في القبور من بعده الحساب والعقاب أو الثواب كما قال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (١٠١).

وقد وصف الله تعالى ذاته الكريمة بما يدل على أنه يعلم كل ما يفعله الذين يبعثون، فقال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) أي يعلم ما غيّب، وما يشهد ويحضر، أي يعلم ما تسرون وما تعلنون، ويكافئ الناس على ما عملوا إن خيرا فخير، وإن شرا فشر وكل امرئ بما كسب رهين.

وإن ذلك كله على مقتضى حكمته وعلمه الذي لَا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض؛ ولذا ختم سبحانه وتعالى النص الكريم بقوله تعالى: (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>