بتضليلهم، وإيذاء المهتدين لحملهم على الضلال والفساد، والتحريض على ضعاف المؤمنين، وإيجاد رأي عام ضال مضل، ولقد أنذر الله تعالى الذين أعرضوا عن الحق، ودعوا الناس إلى الإعراض وآذوا من لم يعرض عنه، وسلك سبيل المؤمنين، فقال تعالت كلماته:
(السين) هنا لتأكيد الوقوع في المستقبل، وعبر بالسين الدالة على قرب الوقوع المؤكد؛ للدلالة على قرب الوقوع، وتأكده، وكل آت قريب ما دام مؤكد الوقوع.
وأسند سبحانه الجزاء إلى ذاته العلية، لتأكد وقوعه، فإن الله لَا يخلف الميعاد عذابًا أو ثوابًا.
وعبر سبحانه وتعالى عن الظالمين بالاسم الوصول، وهو إشعار بأن الصلة هي السبب في هذا الجزاء الشديد الذي وصفه سبحانه بأسوأ العذاب، أي عذاب وقعه يسوءهم، ويؤلمهم وهو في ذاته سوء لَا يكون إلا لمن تكون عاقبته السوءى، ولمن كان يفعل ما يسوءا، ويكفر بالله تعالى، وذكر سبحانه السبب في هذا العذاب الذي هو سوء في ذاته، فقال:(بِمَا كانُوا يَصْدِفُونَ) أي بسبب استمرارهم على الصدف بإعراضهم، وحمل الناس على أن يعرضوا عن سبيل الله سبحانه وتعالى.
وهكذا نرى المشركين في ضلال مستمر، فهم يضلون في أقوالهم وأفعالهم، وشركهم، وقانا الله شر مآلهم.