للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٢٨) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٠)

* * *

ذكر الله - سبحانه وتعالى - ما كان في خلق آدم وزوجه، وما وقع لهما مع إبليس، وكيف وسوس لهما، حتى ذاقا الشجرة فبدت لهما سوءاتهما.

ويبين في هذه الآية أن الثياب نعمة أنعمها الله على عباده، ويقول الزمخشري: إن هذه الآية استطراد لما جاء في أصل التكوين، أي أنها في معنى البيان والتفسير لكونهما أخذا يخصفان عليهما من ورق الجنة، والمعنى أن ذلك أمر فطري، وقد قوى الله تعالى المعنى الفطري، بأنه أنعم على الناس باللباس اسجابة للفطرة وذلك صيانة للحياة.

ولا نحسب آن الآية استطرادية، بل الآيات تمهيد لبيان أن ما كان يفعله بعض العرب من الطواف عرايا، هو خروج على الفطرة، وهو خروج على الحياء الإنساني، الذي جعل آدم وحواء يخسفان عليهما من ورق الجنة:

<<  <  ج: ص:  >  >>