للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأينا النور وسرنا فيه، أن نعود إلى الظلمة، (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا) أي إلا أن يريد ربنا وخالقنا لنا الضلالة بعد الهداية، ويكون ذلك بعمل منا، ثم صرح - عليه السلام - بالتفويض لله تعالى فقال: (وَسِع رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) وعلما هنا تمييز محول عن مفعول، ومعناه وسع ربنا علم كل شيء، فهو يعلم ما كان وما يكون، وما هو كائن ثابت، ولذا لَا يتوكل إلا على الله (عَلَى اللَّهِ تَوَكلْنَا) وذلك رد لتهديدهم بالإخراج، فالله ربنا عليه توكلنا، ولن يغلبه تهديدكم، فإذا كنتم تستعينون بجبروتكم وكبريائكم، وغطرستكم، فنحن نعتمد على الله، ومع ذلك تذهب رحمة النبوة إلى تجنب العداوة والاتجاه إلى الله تعالى الذي يعلم الحق كله: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ)، أي افصل بيننا وبين قدمنا بالحق، (وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).

وقد ذكر - سبحانه - تهديد الكافرين للمؤمنين بالإيذاء فقال تعالى عنهم:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>