للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأخيه بأنهم استضعفوه، أي عدوه ضعيفا، أو طلبوا موضع الضعف فيه، وهو أنه ليس المسئول الأصلي، وإنما هو ردْءٌ لأخيه، وقد غاب الأصل، فاستضعفوا خليفته، وقال: (وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) أي شدد النكير عليهم حتى كادوا يقتلونه، أي قاربوا أن يقتلوه، (فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) طلب من أخيه أمرين: أولهما، ألا يتمادى في مؤاخذته فيشمت الأعداء بهارون وهو المداوم على نصرته، وعرض نفسه معه لأذى فرعون الطاغية، الثاني: ألا يجعله في عداد الظالمين، بأن يعتبره ممن عبدوا العجل، أو تهاونوا في استنكاره، فإنه قد قام بحق الخلافة عن أخيه، ولكنهم وقعوا فيما وقعوا فيه بأمر لَا قبل له في دفعه، وهو له مُنْكِر.

ولقد كان موسى - عليه السلام - شديد الغضب، لكنه كان سريع الفيئة؛ ولذا قال راجعا إلى الحق في أمر أخيه معلنا الرضا. فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>