للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظلم لأن صحلة الوصول في (الَّذِينَ ظَلموا)، وهذا الظلم هو سبب العقاب الشديد.

وقوله تعالى: (وَأَخَذنَا الَّذِينَ ظَلَموا) أي: أخذناهم من مراقدهم مصحوبين بعذاب شديد، فالباء للمصاحبة كقول القائل لمن أساء أخذناه بالعقاب، أي أخذناه مصاحبا للعقاب.

وذكر - سبحانه وتعالى - سبب ذلك الأخذ الشديد، فقال: (بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)،، أي بسبب استمرارهم على الفسق الذي كان يتجدد ويستمر، والفسق الخروج عن الحق.

وقد وصفهم الله تعالى بوصفين؛ وهما الفسق والظلم، والفسق هو الانحراف والخروج من نور الحق، والظلم ما ترتب على ذلك من إيذاء أنفسهم وإيذاء غيرهم.

ولقد ذكر - سبحانه - أن أولئك الظالمين عتوا عن أمر ربهم، وبذلك خرجت نفوسهم عن أن تكون نفوسا آدمية، تدرك الحق وتعمل به، إلى خنزيرية شهوانية، تنزو نزو القردة، وتغلظ غلظ الخنزير، حتى لَا تسمع هاديا، ولا تجيب داعيا.

قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>