أولاهما - في قوله تعالى:(فَهُوَ الْمُهْتَدِي) فيه تعريف الطرفين، فيفيد القصر، والمعنى لَا يهتدي غيره، فالهداية من الله تعالى.
ثانيتهما - أن الله تعالى قال:(فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وفي هذا النص السامي الإشارة إلى الموصوفين بتكذيبهم لآيات الله، والإشارة إلى الأوصاف تفيد أنها سبب الحكم.
وقوله تعالى:(هُمُ الْخَاسِرُونَ) تفيد تأكيد الخسارة وقصرها عليهم، وذلك لضمير الفصل " هم "، وخسارتهم في أنهم خسروا نعيم الآخرة، وخسروا بضلالهم وفقدهم التمييز بين الحق والباطل، والضلال والهداية، وخسارتهم بتركهم نعمة الله تعالى في آياته، وخسارتهم رضوان الله، وهو أكبر.
أكد الله تعالى أنه خلق الخلق من ذريات آبائهم، وعلم أنهم لَا يهتدون، بل يدخلون في الضلالة، ومن ورائها الكفر، ومن وراء الكفر جهنم، وليس معنى ذلك أنه أجبرهم على الكفر الذي يلجئهم إلى جهنم إجبارا، بل معناه أنه كتبه عليهم في علمه الذي أحاط بكل شيء، ولا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء، فالله - سبحانه وتعالى - علم ما يكون منهم فهو - سبحانه - يعلم ما كان وما سيكون عالم الغيب والشهادة، وهو السميع العليم.