للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنهم بتخلفهم يكشفون عن ضعف مُزْر، وإنهم فوق ذلك لفساد تفكيرهم ألقوا بأيديهم إلى الذلة، إذ استبدلوا بعزة الجهاد ذل الاستخذاء.

وقد أكد الله سبحانه وتعالى كذبهم في قوله تعالت كلماته بقوله: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهمْ لَكَاذِبُونَ) أولا بذكر (يَعْلَمُ) فما يعلمه الله صادق لَا محالة، وثانيا: بالجملة الاسمية، وثالثا: بـ (إن)، ورابعا: باللام في لكاذبون. قبح الله الجبن، وضعف الإيمان والنفاق، فإنها أدواء الأمم بها تذهب عزتها، وتضرب عليها الذلة.

لقد اعتذروا بانتحال أعذار واهية، فأذن لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما كان له أن يحكم بظواهر ما يقولون، ولأنه لَا فائدة في أن يكون في الجيش متخاذلين، يكون ذريعة للفشل في صفوفه، ولكن الله يعلم إنهم لن يخرجوا إذا لم يأذن لهم النبي بالتخلف، فيظهر كذب أعذارهم، وينكشف أمرهم، ولذا عتب على رسوله إذ قبل عذرهم، فقال تعالى كلامه:

<<  <  ج: ص:  >  >>