ولقد روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:" والذي نفسي بيده ما أعطيكم شيئا ولا أمنعكم، وانما أنا خازن "(١) هذا بعض ما روي عن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في أولئك المنافقين الذين كانوا يلمزون أطهر من في الوجود - في الصدقات.
ويجب أن ننبه هنا إلى أن الصدقات غير الغنائم، فالغنائم تقسيم أموال لمستحقيها بمعنى الغنم والفتح يأخذها الفاتحون بملكية تثبت لهم بمقتضى الجهاد، أما الصدقات فإنها تكون معونات تعطى لمصارف معينة يحتاج إليها أهلها.
وقد بين الله تعالى صفات المؤمنين بجوار ما يفعله الذين في قلوبهم نفاق، فقال تعالى مبينا من في قلوبهم نفاق:
(١) (إنما أنا خازن) جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه: الزكاة - النهي عن المسألة (١٠٣٧)، وأحمد بلفظ مقارب مسند الشاميين - حديث معاوية بن أبي سفيان (١٦٤٦٧)، وأبو داود: الخوارج والإمارة والفيء - فيما يلزم الإمام من أمر الرعية (٢٩٤٩).