وقد بين الله سبحانه وتعالى السبب في أنه لَا يرضى عن المنافقين ما داموا مستمرين على حالهم، وذلك في قوله:(فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) فإن الإظهار والمقام مقام الضمير، كأن يقول تعالت كلماته " فإنه لَا يرضى عنهم " وفى ذلك تعليل سبب عدم الرضا، وهو فسقهم وتمردهم على أوامر الله ونواهيه وتضافرهم على ذلك، حتى صاروا بذلك التفاهم على النفاق بينهم قومًا قائمين عليه راضين به، اللهم اكف أمتك شر النفاق والمنافقين.