للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتقرير هنا لتطمئن نفس التائب، فهو تقرير لقبول التوبة، واطمئنان العاصي إلى أن التوبة جتت ذنبه، والتعدية بـ (عن) في قوله تعالى: (يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) لتضمن قبول التوبة معنى التجاوز عن المعصية التي عصاها المحبود، فالمعنى على ذلك: يقبل التوبة متجاوزًا عن سيئات عباده، شأن القادر العليم الحكيم الذي هو فوق عباده، وفوق الوجود كله.

وفى قوله تعالى: (وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) مع أن الذي ينتفع بها العباد، ويأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - ويوزعها عليهم - تشريف لمن يعطيها؛ لأن الذي يأخذها رب العباد، وكأنما العبد يعطيه هو جل جلاله، وذلك مثل قوله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً. . .)، فهذا النص السامي فيه حث على الإكثار من الصدقات.

والخلاصة في ذكر أن الله يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات أن ذلك تهييج للحث على المسارعة بالتوبة، والمسارعة إلى الصدقات، فكلتاهما خير يتلقاه الله تعالى بالقبول، ووصف الله تعالى صفة مؤكدة بأنه التواب الذي يكثر قبول التوبة؛ لأنه الرحيم.

ولذا قال تعالى بعد ذلك مترقبا أن يعملوا الخير ويتوبوا:

<<  <  ج: ص:  >  >>