للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلم في الضح، والريح!!. . ما هذا بخير، فقام فرحل ناقته وأخذ سيفه ورمحه ومر كالريح، فمد رسوله صلى اللَّه تعالى عليه وسلم طرفه إلى الطريق فإذا براكب يزهاه السراب فقال: " كن أبا خيثمة "، فكانه، ففرح به رسول الله صلى اللَّه تعالى عليه وسلم واستغفر له. الكشاف للزمخشري.

وكان الثلاثة من هذا الصنف المخلص، ولكن لم ينبعث في نفوسهم ما انبعث في نفوس هؤلاء، وقد يكون الخاطر يخطر، ويحول مجرى النفس من اتجاه سليم إلى غيره، وقد يكون غيره، واللَّه عليم بذات الصدور.

هذا ذكر للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

ولنقص قصص الثلاثة كرواية أحدهم وأجرئهم في الحق مالك بن كعب.

لقد قدم النبي صلى اللَّه تعالى عليه السلام المدينة، وكان كلما قدم من سفر صلى ركعتين، ثم جاء المتخلفون وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فأبدوا معاذيرهم، فصدقها، ووكل باطنهم إلى اللَّه تعالى.

ولما جاء مالك بن كعب هذا ولنترك الكلمة له قال: " فلما سلمت عليه، فقال لي: ما خلفك ألم تكن قد اشتريت ظهرا؟ فقلت: يا رسول الله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلا ولكن واللَّه لقد علمت لئن حدثتك بحديث كذب ترضى به عني، ليوشكن اللَّه أن يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك بصدق تجد عليَّ فيه إني لأرجو عقبى ذلك من اللَّه عز وجل، واللَّه ما كان لي عذر واللَّه ما كنت أفرغ ولا أيسر مني يوم تخلفت عنك، قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وسلم: أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضى اللَّه فيك، فقمت وقام إلى رجال من قومي، واتبعوني، فقالوا لي: واللَّه ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وسلم بما اعتذر به المتخلفون، فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>