للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا) والفاء الثانية واقعة في جواب الشرط المقدر المطوي في قوله تعالى. (فَبِذَلِكَ) أي فإن ذلك النزول إذا كان من فضل اللَّه ورحمته فليفرحوا، وتكررت (الباء) لتأكيد أن ذلك الفضل وتلك الرحمة من أسباب الفرحة وهو يزيد على كل خير الدنيا؛ ولذلك قال تعالى: (هُوَ خَيْرٌ ممَّا يَجْمَعُونَ) الضمير في (هُوَ) يعود إلى القرآن بما فيه من موعظة وهداية وشفاء لأسقام القلوب، (خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) أي من أموال ورخاء في الدنيا وأسباب القوة وغير ذلك مما هم حريصون على جمعه راغبين فيه، فإنه إن كان يفرح زمنا فإنه يكون وبالا على صاحبه، والمفاضلة هنا هي بين منافع مادية عاجلة ومنافع روحية، وكلمة خير تدل على أنه بلغ أعلى الدرجات عن هذا الذي يجمعونه.

إن الشريعة الرحيمة التي تشمل الحلال والحرام يخرج الكافرون عن نطاقها ولهذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>