بعد ذلك جاءت العبر في القرآن الكريم، وابتدأت العبر بمن هو أقرب إلى العرب نسبا، ويعيشون في رحاب بيت اللَّه الذي بناه إبراهيم، فقال في قصة إبراهيم:(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا) ولأنهم ملائكة، لم يعهد في الأرض لقاء مثلهم - وجل منهم، وقال:(إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (٥٥) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (٥٦).
هذا تذكير بالخلق والتكوين، وأنه يجري على حكم إرادة اللَّه تعالى الفاعل المختار، لَا بالأسباب والمسببات، كما يقول الجاهلون، وإن الأسباب لَا تسيطر على فعل اللَّه تعالى، فالأسباب تجعل الرجل لَا ينجب وهو كبير فلم ينجب وهو شاب، ولكن بإرادة الله ينجب إبراهيم، وامرأته عجوز عاقر.