للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي مستأصلون مقطوعون، لَا تبقى منهم باقية في صباح تلك الليلة التي نجوت فيها، والتعبير بـ (دَابِرَ هَؤُلَاءِ) فيه إشارة إلى استئصالهم؛ لأن القطع إذا ابتدأ من الإدبار كان دليلا على استئصالهم جميعهم، وفوق ذلك فيه تصوير لحالهم عند نزول العذاب بهم، والجيش المغلوب الهالك يضرب في أدبارهم فيكون الهلاك لَا محالة، أما الذي يضرب في وجوههم فإنه يقاتل، فيقتل ويقتل وكذلك نزل غضب اللَّه تعالى بهم، كما نزل بغيرهم من الجيوش المدحورة.

هذا ما كان من أمر رسل اللَّه الأطهار وأمر لوط الطاهر هو ومن معه، وسط أرجاس هؤلاء المفسدين، ولكن ماذا كان أمر أولئك الأنجاس عندما رأوا ملائكة اللَّه ونور اللَّه يحف بهم يسعون في المدينة، لقد رأوهم فسولت لهم نفوسهم ما هم فيه واستبشروا، فحسبوها أمرا شبعا لهم، وقد حكى سبحانه وتعالى ذلك عنهم فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>