للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رد اللَّه تعالى قسمهم الباطل بقوله تعالى - بلى - وهي تدل على الإجابة بالنفي وهو ما أكدوه، ثم أكد سبحانه وتعالى الجواب بالنفي بقوله تعالى: (وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا) ووعدا مصدر، ووصفه بأنه حق ثابت مستقر لَا مجال لإخلافه، وقال تعالى: (عَليه)، أي أنه سبحانه التزمه، وكيف يترك ما التزمه ولا ملزم له، إنما هو الملتزم.

وبين سبحانه أن أكثر الناس غلبتهم المادة، وسيطرت عليهم الأحوال التي يرونها، وتركوا المغيب عنهم فلم يدركوه، ولم يؤمنوا بالغيب، ولذا قال تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الاستدراك هنا من الوعد المؤكد الثابت الذي ألزم اللَّه تعالى به نفسه، إذ كان الواجب عليهم أن يعلموا من قياس القابل على الحاضر ولكن أكثرهم لَا يعلمون، أي ليس من شأنهم أن يدركوا، وأن يعلموا لأنهم لم يؤمنوا بالغيب، ولم يعرفوا قدرة ربهم، وما المراد (بالناس)؟ إن أريد المشركون فكلهم لَا يعلمون ذلك، وقيل المؤمنون، وإن أريد الناس جميعا، فإن أكثرهم لا يؤمنون بالعودة، ومن اعتقد منهم لَا يذعن، وإلا ما كانت المعاصي التي ترتكب جهارًا، فهي لَا ترتكب إلا من غفلة في الإيمان باليوم الآخر، وقد بين اللَّه تعالى الغاية من البعث، فقال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>