وكانت الموازنة بين اثنين في ظاهر اللفظ، وهما العبد المملوك، (ومَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا)، ولكن لأن (ما) يدخل في عموم ما تدل عليه كثيرون، كان الذين لَا يستوون كثيرين فعاد الضمير بالجمع.
وبعد ذلك يقول هذه هي معاني الألفاظ وما تدل عليه بمفرداتها، ولكن ما هو المثل؛ إن المثل تشبيه حال بحال فما موضع التشبيه، وما هو وجه التشبيه؟.
قال أكثر المفسرين: إنه تشبيه ففي حال عبادة الأوثان، والشرك باللَّه تعالى بحال من يسوي بين العبد المملوك، العاجز عن كل شيء والحر المالك الذي رزقه اللَّه رزقا حسنا، أنهم لَا يستوون بالبداهة، فكيف يسوي أولئك المشركون بين اللَّه خالق كل شيء وبين الأحجار التي يعبدونها.
واعترض على تخريج المثل هذا التخريج الرازي بأن العبد المملوك حي، والأحجار لَا حياة فيها، وقد أجيب عن ذلك بأن التشبيه ليس بين الأجزاء، إنما التشبيه بين حالين، لَا بين الأحجار والآدميين.
وقال ابن عباس: إن التشبيه بين الكافر والمؤمن، فالكافر كالمملوك الذي لا يقدر على شيء وهو عاجز، وبين من رزقه اللَّه تعالى رزقا حسنا، فهو كقوله تعالى:(. . . هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. . .)، (. . . هَلْ يَسْتَوِي الَّذِين يَعْلَمُونَ وَالَّذينَ لَا يَعْلَمُونَ. . .)، وكذلك التشبيه في قوله تعالى في الآية الآتية: