للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكتاب كما قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأتِيَهُمُ الْبَينَةُ)، وقد ذكر اللَّه تعالى ذلك الوصف للمشركين وأهل الكتاب؛ لأن الصد عن سبيل اللَّه وقع من المشركين، ووقع من أهل الكتاب في عصر تبليغ الرسالة، وهو الآن يقع على أشده من أهل الكتاب. وقد كان صد المشركين بالأذى ينزل بالضعفاء، وبالسخرية تنزل بأهل الشرف والمروءة، وبالتضليل ما استطاعوا بالرسالة المحمدية، وشاركهم في ذلك اليهود، وخصوصا بعد الهجرة إلى المدينة الطاهرة، وقد ذكرنا كيف كانوا يقتسمون مداخل المدينة، ليضلوا الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم أبو لهب بن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفيد هاشم رأس البيت الهاشمي المجيد.

وقد قال تعالى: في عقاب هؤلاء الصادين: (زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ)، أي أنهم يزاد عليهم عذاب بسبب ذلك التضليل والصد عن سبيل اللَّه، وذلك فساد في الأرض؛ ولذا قال سبحانه: (بِمَا كانُوا يُفْسِدُونَ)، أي بسبب فسادهم، وأي فساد أكبر من الصد عن سبيل اللَّه، وهو سبيل الحق، وتبليغ الرسالة الإلهية.

وقد ذكر سبحانه وتعالى وقت ذلك العذاب، فقال عز من قائل:

<<  <  ج: ص:  >  >>