للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن)، وما أنت؟، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " أما من أنا فأنا محمد بن عبد الله، وأما ما أنا فأنا عبد الله ورسوله، ثم تلا قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) "، قالوا: ردد علينا هذا القول فردده عليهم حتى حفظوه، فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألنا عن نسبه فوجدناه زاكي النسب، وسطا في مضر - أي من أشرف مضر - وقد رمى إلينا بكلمات قد سمعناها، فلما سمعها أكثم قال: إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها. . كونوا في هذا الأمر رءوسا، ولا تكونوا أذنابا.

هذا ويجب التنبيه إلى أن أبلغ ما في المأمورات العدالة، فهي أقواها أثرا في بناء المجتمع، وأقبح المنهيات البغي، فكلها يمس ناحية فيه، ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه وفي قطيعة الرحم: " ما من ذنب أحق أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " (١).

* * *

العهد في الإسلام:

دعا اللَّه تعالى في هذه الآية إلى العدل في وسط الجماعة الإسلامية، ودعا إلى العدل بين المسلمين وغيرهم، وميزان العدالة الدولية الوفاء بالعهد؛ ولذا جاء الأمر بالوفاء بالعهد بعد الأمر بالعدل، فقال عز من قائل:


(١) سبق تخريجه

<<  <  ج: ص:  >  >>