للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبلغه خبر من صبر حتى قتل، فأثنى عليهم، والحق أن النطق بالكفر مع اطمئنان القلب رخصة مع بقاء العزيمة قائمة، ومن لم ينطق فقد أخذ بالعزيمة، ولكل ثوابه، ولكن ثواب من صبر ثوابان: ثواب الصبر وثواب إغاظة الكفار.

وقد ذكر سبحانه عقاب من كفر بعد إيمان وقد شرح صدرًا للكفر، فذكر له عقابين:

العقاب الأول - (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ منَ اللَّهِ)، أي أن الغضب ينزل عليهم نزول الصاعقة؛ إذ إنهم شارفوا، فجذبهم الكفر، وولاهم الشيطان فنزل عليهم غضب اللَّه، وذكر الغضب في هذا المقام، فيه إثارة أي بإرضائهم للمشركين بعودتهم إلى الكفر، قد أغضبوا اللَّه، وشتان بين إرضائهم للكافرين، وإغضابهم لرب العالمين، ولا يرجى، ولا أحق بالرضوان غيره.

العقاب الثاني: أن لهم عذابًا عظيما فقال: (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) التنكير في عذاب ووصفه بأنه عظيم يفيد أنه عذاب عظيم جدير بأن يهدد به ويهول أمره، وقوله تعالى: (لهم) فيه إشارة إلى أنهم لَا يملكون بهذه الردة خيرا، بل يملكون عذابًا عظيما أكبر وأعظم مما كان ينزل بهم من عذاب لو استمروا على الإيمان.

وقد ذكر سبحانه سبب ذلك العذاب فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>