وقوله تعالى:(تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا)، أي يحضر الأنفس، وتسأل عما قدمت، وتنطق عليهم أيديهم وألسنتهم، فالحساب تكون أدلته مهيأة ثابتة، ولا يكون إلا الحكم، والحكم للَّه الواحد القهار فلا نقض لحكمه.
(وَتُوَفَى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ)، والمراد جزاء ما عملت، ولكن الأن الجزاء عدل وفاق للعمل، ويساويه تمام المساواة عبر بالعمل بدل الجزاء، إذ هي شيء واحد، أو متساويان تساويا مطلقا، وأكد الله سبحانه المساواة والوفاق بين العمل وجزائه فقال، (وَهُمْ لَا يُظْلَمُون)، أي لَا ينقص من عملهم شيء، فلا ظلم؛ لأن الحاكم هو اللَّه، وهو خير الفاصلين.
ولقد ضرب اللَّه تعالى المثل للكفران بالنعمة ومآلها والأمثال تضرب للناس لعلهم يعقلون، فقال: