للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكذوب تكون في اضطراب مستمر ولا تملك نفسها كما لَا تنضبط في ذاتها، ودأبها على الكذب يؤدي إلى ضلال الفكر فيها حتى يصيبها خرف الكذب وفساده.

(وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) بعد هذا المتاع الضئيل وهو عذاب دائم ليس له وقت محدود بل هو محدود بحدود اللَّه، وما من قارئ يقرأ هذه الهداية إلا امتنع عن الهجوم بقوله حلال وحرام إلا إذا كان النص على التحريم من قرآن أو أحاديث النبوة، ولقد كان إبراهيم النخعي، وهو من أئمة فقه الرأي كان إذا وصل برأيه إلى حكم يفيد التحريم لَا يقول: حرام، ولكن يقول أكره، وإذا وصل بقياسه إلى حكم يفيد الحل قال ليس من بأس، أو استحسن هذا متحرجا أن يقول حرامًا أو حلالاً لكي لَا يكون ممن دخلوا في حكم هذه الآية.

وقال ابن العربي: " كره مالك وقوم أن يقول المفتي: هذا حلال، وهذا حرام في المسائل الاجتهادية، فلم أزل أخاف الفتيا إلى يومئ هذا "، وقد رأينا في هذا الزمان من يقول في أمور هي حرام بالنص إنها حلال، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلى العظيم.

بين اللَّه ما أحل وما حرم، ثم حرم اللَّه تعالى على اليهود بعض أمور، وكان التحريم خاصا بهم دون غيرهم فطْمًا لنفوسهم الشهوانية الظالمة، وقد أشار سبحانه إلى هذه المحرمات في قوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>