للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مهما يتفاخر فهو قمىء (١) لَا يقدر على شيء مهما يعط نفسه من فخار، وكأن في الكلام تشبيها لحاله بحالة من يحاول أن يخرق الأرض بقوته أو يعلو إلى السماء بغروره، وإن ذلك مستحيل فكذلك ما يزعمه لنفسه مستحيل.

وإن هذا من الكبر والخيلاء، وهما يؤذيان الناس ولا ينفعان صاحبهما، ولقد قال النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: " من تواضع لله رفعه " (٢) فهو في نفسه حقير وعند اللَّه كبير، ومن استكبر وضعه اللَّه فهو في نفسه كبير وهو عند اللَّه حقير.

وإن الكبر يسيء إلى الناس؛ لأن المتكبر يستعلي عليهم ويضيع حقوقهم، ولا يباليهم ولا يحس بإحساسهم ويشمخ بنفسه كأنه فوق التبعة، ولا يسأل عن فعله وحاله، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: " الكبر بطر الحق، وغمط الناس " (٣).


(١) القمىء: الذليل الصغير حجما أو قدرا. القاموس المحيط (ق م أ).
(٢) رواه مسلم: البر والصلة والآداب (٤٦٨٩)، كما رواه الترمذي وأحمد ومالك والدارمي.
(٣) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>