روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم الصنفا ذهبا، فأوحى إليه قد سمعت الذي قالوا، فإن شئت أن تفعل الذي قالوا، فإن لم يؤمنوا نزل العذاب، فإنه ليس بعد نزول الآية مناظرة، وإن شئت أن تستأني بقومك استأنيت بهم، قال:" يا رب استأن بهم "(١).
وقد ختم اللَّه سبحانه الآية بقوله:(كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا)، أي أنه مسجل في اللوح المحفوظ كما أشرتا من قبل، لقد تبين من هذا أن المشركين كانوا يطلبون آيات حسية كآيات النبيين السابقين كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى، وكإخراج الموتى من القبور أيضا، وقد أجابهم اللَّه تعالى بأنه أنزل هذه الآيات، ومع ذلك لم يؤمنوا، وإن هذه الآيات لَا تبقى بقاء المعجزة الكبرى، وهي القرآن الكريم التي ما زالت تغالب كل باطل، وتؤيد كل حق، ولذا قال تعالى:
(١) هذه رواية أحمد عن ابن عباس: مسند بني هاشم - بداية مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (٢٢١٧).