كرم اللَّه بَنِي آدَمَ من وقت أن خلق آدم وأمر الملائكة أن يسجدوا له، ولأن اللَّه خلق شهوة، ومَلكية فإن غلبت ملكيته فهو أفضل من الملائكة وإن غلبت شهوانيته، فهو أحط من البهائم فكان من تكريمه تكليفه، فإن ذلك التكليف علو به من البهيمية إلى الملكية أو إلى خاصة الإنسانية، ومن هذا التكريم أن كان يُبعث ويُنشر؛ لأن هذه ضريبة العقل، ولا يكون الحساب والعقاب إلا للعقلاء المختارين الذين يميزون بين الخبيث والطيب، وإن العلاقة بين هذه الآيات وما سبقها من آيات أن الآيات السابقة كانت تتعرض لاعتراض إبليس على تكريم اللَّه تعالى لآدم دونه، ثم ذكرت فضل اللَّه ونعمه وكفر المشركين بهذه النعم، وعدم شكرها.
وفى هذه الآية يذكر تكريمه للإنسان في هذه الدنيا كما كرم أباه منذ النشأة الأولى.