للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويخاطبون من أرسلوا إليهم، إنه لابد من أن تجسد هذه الأرواح ليمكن أن تُرى وأن تسير في الأرض وفي هذه الحال لَا يكون ثمة فارق بينهم وبين الآدميين، وقد قال تعالى في سورة الأنعام: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (٩).

ولو كان المشركون يريدون أن يخاطبوهم وهم أرواح لَا يرونها ويسمعونها فإن الأوهام تسيطر عليهم ويقول الضالون المضلون: رئى من الجن خيل لهم.

إذا كان ذلك كذلك، فمن المستحيل أن يجد الملائكة في الأرض ما يصلح لدعوتهم، وألا يكون المرسل إليهم صالحين لخطابهم والاستماع إليهم، وإذا إمتنع المقدم (لو) فإن الثاني يمنع أيضا بهذه البدهيات العقلية، يأمر اللَّه تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يرشدهم إن كان في قلوبهم متسع للإرشاد ولكنهم لَا يطلبون دليلا جديدا لنقص في الدليل، أو تغيير للرسول لعجز فيه، بل يكابرون ويعاندون.

وإذا كانوا معاندين فلا جدوى وكفى باللَّه شهيدا، وقد قامت دلائل شهادته، ولذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>