للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استغرقتهم الغفلة واستولت عليهم وحاطتهم كأنها ظرف لهم قد استقروا فيه، والغفلة قد جاءتهم من غرور بالحياة الدنيا، ومن استيلاء الأهواء على نفوسهم، فصاروا لَا يصدرون إلا عنها، وجاءتهم من سيطرة الأوهام عليهم، وجاءتهم من أنه لَا مرشد ولا هادي، وليس فيهم أمر بمعروف أو نهي عن منكر.

والوصف الثاني: أنهم (لا يُؤْمِنُونَ) وعبر اللَّه سبحانه عن ذلك بقوله تعالى: (لا يُؤْمِنُونَ) وهذه الجملة حالية كأختها، والحال أنهم لَا يؤمنون، وكان النفي نفيا للمضارع للإشارة على استمرارهم على الإيمان وهو نتيجة للغفلة التي أحاطتهم وسكنوها؛ لأن الإيمان بصر الحقائق وإدراك لها.

هذا، وإن الغرور المتمكن في أهل هذه الدنيا أنهم يحسبون في أعمالهم أنهم باقون، ولا يفكرون في الموت، وإن فكروا في الموت لَا يفكرون في البعث، وقد أكد سبحانه وتعالى هاتين الحقيقتين الموت والبعث فقال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>