للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدليل على أنه سيق للتهكم والسخرية بهم وبآلهتهم قوله بعد ذلك (فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ) " الفاء " عاطفة على إخبارهم بأن رئيسهم الذي فعل، أو " الفاء " للإفصاح، أي إذا كان الفاعل هو أو غيرهم فاسألوهم، وذلك فيه تهكم واضح عليهم؛ لأنهم لَا ينطقون فكيف يعبدون، وفي التهكم أخذ اعتراف منهم بأنهم لَا ينطقون، وأنها أحجار لَا تضر ولا تنفع، وهذا برهان قاطع على ضلالهم وبطلان ما يعبدون.

إن الصدمة تدفع إلى التفكر، وإذا كانت صدمة حق وإرشاد وتنبيه، فإنها ربما تهدي، وكذلك كان هؤلاء، فقد صدموا بتكسير الأصنام وجعلها جذاذا مما جعلهم يتفكرون ابتداء؛ ولذا قال تعالى عنهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>