للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجوز أن يخاصمهم ويغاضبهم وإلا زادهم نفورا، فالرفق يدني، والغضب يبعد، وهو بهذه المغاضبة خالف ربه (١)، وقد حسب أن النبوة أمر هين لين، بل أشق أعمال البشر.

وقال تعالى: (فَظَنَّ أَن لَّن نَقْدِرَ عَلَيْهِ) هنا تأويلان لمعنى (أَن لَّن نَقْدِرَ عَلَيْهِ)، أولهما: أن نقدر في معنى فقدر عليه رزقه، أي نضيق عليه، فالمعنى: فظن أنه لن نضيق عليه، وحسب أن النبوة ليس فيها ضيق، وقد عاقبه الله تعالى بأن التقمه الحوت (٢) (فَنَادَى فِي الظُّلمَاتِ) أي ظلمات جوف الحوت (أَن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ) أي تنزهت ذاتك، وفي هذا القول معنى الضراعة الكاملة والالتجاء إلى الله وطلب نصرته، وإنقاذه والاستغاثة به؛ ولذا قال بعد:


(١) الأولى مراعاة الأدب مع نبي الله يونس - عليه السلام - والذي أميل إليه أنه خرج غاضبا لله تعالى. اهـ (مصحح النسخة الألكترونية).
(٢) عبارة فيها بشاعة، والمؤلف في هذا تابع للزمخشري - غفر الله تعالى لنا ولهم. اهـ (مصحح النسخة الألكترونية).

<<  <  ج: ص:  >  >>