للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله (لَهُ) " اللام " معناها لأجله وتكريما له، وعناية به واستجابة لدعائه، وكان زكريا ويحيى خيرا خالصا، وكذلك الأنبياء السابقون جميعا، ولذا قال تعالى في أوصافهم: (إِنَّهُم كانُوا يُسَارِعُونُ فِي الْخَيْرَاتِ) أن يتسارعون إلى الخيرات، كأنهم يتسابقون، وكانت التعدية بـ (فِي) للإشارة إلى أنهم يسارعون يسابق بعضهم بعضا في دائرة الخيرات لَا يخرجون عنها، فالخيرات أحاطت بهم إحاطة الدائرة، و (الْخَيْرَاتِ) الأعمال النافعة التي قصد بها وجه الله والعبادة الخالصة له سبحانه، (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا)، الرغب معناه السعة، والمعنى يدعون ربهم في حال السعة والرخاء، والرهب الخوف مع الاضطراب والانزعاج، والمعنى يدعونه سبحانه وتعالى في حال رخائهم، وحال شدتهم وانزعاجهم، فهم يدعونه في كل الأحوال، لا كأولئك المشركين الذين يدعون الله في الشدة، فإذا ذهبت إذا هم يشركون، (وَكانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) أي خاضعين خائفين راجين الرحمة.

* * *

أفرد سبحانه قصص مريم وابنها فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>