للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخلة الرابعة - الاتجاه إلى التعاون الاجتماعي، وذلك بمعونة الفقير، وسد الحاجات الاجتماعية والحربية، وهذا قوله تعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقونَ)، والإنفاق يشمل الزكاة المفروضة، والصدقات المنثورة، والصدقات تكفر الذنوب، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار " (١)، ويشمل الذنوب والكفارات، ويشمل الإنفاق في الجهاد كما قال تعالى: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأيْدِيكمْ إِلَى التَّهْلكَةِ. . .)؛ لأن ترك الإنفاق في الجهاد يؤدي إلى التهلكة والانهزام.

وقد تقدم قوله تعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) على الفعل؛ لبيان أن الإنفاق مما رزقهم اللَّه وحده فليس من جهودهم ولا أعمالهم ولكن من توفيق اللَّه تعالى، ومن رزقه الذي رزقه إياهم.

وإن الإنفاق بكل أنواعه التي أشرنا إليها هو تعاون اجتماعي في السلم والحرب؛ ولذا سماه اللَّه تعالى الماعون فقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)، وهي الزكاة؛ لأنها يكون بها التعاون الدائم المستمر.

* * *

أعلى أنواع الهدى

قال اللَّه تعالى:

وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا


(١) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>