ْوالتعبير بالموصول وهو (الَّذِينَ كَفَرُوا) يشير إلى السبب في نصر المؤمنين وخذلان الكافرين، وقوله تعالى:(مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ)، أي أنهم غالبون في الأرض لَا يعجزهم شيء، فإن الكافرين يحملون في نفوسهم عوامل عجزهم؛ لأنهم تسيطر عليهم الأهواء وهم بعيدون عن الحق، فمن غالبهم يغلبهم بعون الله تعالى وتأييده، والله يؤيد من يشاء بنصر من عنده.
وإن نتيجة الحياة الدنيا لهم أن يكونوا في الآخرة في جهنم، ولذا قال تعالى:(وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) المأوى المكان الذي يأوي إليه المسافر أو العامل الكادح، فالتعبير عن النار بأنها مأوى فيه نوع من التهكم عليهم، و " بئس " لفظ يدل على الذم، والنار تذم لأنها عذاب، ولأنهم خالدون فيها، وقد أكد سبحانه الذم باللام، (وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ).