كوة مفتوحة، وقد روي عن علي كرم اللَّه وجهه أن الهباء المنثور هو شعاع الشمس الذي يبدو من الكوة، ويراد بالهباء ذرات التراب التي لَا تظهر إلا في الضوء الساطع من الكوة لدقته، والمنثور معناه الفرق في الهواء وكأنَّه لَا وجود له، أو لا يُحس بالبصر متميزا عن غيره.
وقوله تعالى:(وَقَدِمْنَا)، أي عمدنا إلى ما عملوا من عمل يرونه برا يكافئون عليه، فجعلناه كالهباء المفرق في الهواء لَا يرى؛ ذلك لأن البر إنما يكون مع النية المحتسبة عند اللَّه، وهؤلاء ليست لهم نية محتسبة لأنهم لَا يعبدون اللَّه، بل يعبدون الأوثان، ولا يرجون سواها، فهم آثمون بعملهم لفساد نياتهم. هذه حال المشركين فيما يعملون من أعمال يحسبون أن فيها خيرا، وهي ضلال في ضلال لفساد النية، أما الذين لهم البشرَى فهم أصحاب الجنة.