وإن الله سبحانه وتعالى قد ذيل الآية الكريمة بقوله تعالت كلماته:(وَاللَّهُ عَلِيمٌ بَالظَّالِمِينَ) وفي هذا التذييل إشارات إلى معان جليلة، منها: الإشارة إلى علم الله السابق بأن هؤلاء الكثيرين سيكون منهم ما كان، لأن حالهم كانت تؤدي إليها، ومنها أن الله يميز الخبيث من الطيب ويعلم الصالح والطالح، ويضع كلا في موضعه الذي يليق به عند الناس وعنده يوم القيامة، ومنها أن الذين نكصوا على أعقابهم والبلاءُ بلاءٌ ظالمون، ظلموا أنفسهم بالرضا بالذل، وبالمنزل الهون، وبأدنى معيشة؛ وظلموا إخوانهم بعدم معاونتهم في الشديدة؛ وكانوا ظالمين بعصيان أوامر القيادة الحكيمة، ثم ظالمين أكبر الظلم بعصيان الله رب العالمين؛ ثم كانوا ظالمين للذراري والأخلاف من بعدهم، لولا توفيق الله للفئة القليلة.