للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالبهيمية، وقال: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) ثم جاء بالتفسير ليقرر في النفوس أن المزين لهم حبه ما هو إلا شهوات لَا غير، ثم يفسره بهذه الأجناس فيكون أقوى لتخسيسها، وأدل على ذم من يستعظمها ويتهالك عليها ويرجح طلبها على طلب ما عند الله ".

ولسنا نرى رأي الزمخشري في أن هذه خسيسة في ذاتها، أو يقصد إلى تخسيسها في ذاتها، وإنما نرى أنها فطرة الله يبينها الله سبحانه وتعالى، ويشير إلى أنها مطلوبة من كل إنسان، وأن المقتصد يُجمل في الطلب ويجعله للخير، وغير المقتصد يسرف فيفحش، فيكون الشر. وزينة الله التي خلقها ليست حراما، وهي من قبيل هذه المشتهيات، فيقول تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ. . .). وقال تعالى: (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وقال تعالى (وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءَ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَات رِزْقًا لَّكُمْ. . .). وقال - صلى الله عليه وسلم - في الخيل: " الخيل معقود بنواصيها الخيرَ إلى يوم القيامة " (١).

وقال في الحرث وهو الزرع: " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له به صدقة " (٢). وقال - صلى الله عليه وسلم -: " حَبب إليّ من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة " (٣). وقال - صلى الله عليه وسلم -: " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؛ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته " (٤). وقال تعالى: (ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).


(١) متفق عليه رواه البخاري: الجهاد والسير - الخيل معقود في نواصيها الخير (٢٦٣٨)، ومسلم: الإمارة (٣٤٨٠).
(٢) رواه بهذا اللفظ أحمد في مسند المكثرين (١٣٠٦٥)،، والحديث متفق عليه فقد رواه البخاري: المزارعة - فضل الغرس (٢١٥٢)، ومسلم: المساقاة (٤ ٢٩٠).
(٣) رواه النسائي: عشرة النساء - حب النساء (٣٨٧٨)، أحمد: مسند المكثرين (٥ ١٨٤).
(٤) رواه أبو داود: الزكاة - حقوق المال (١٤١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>