للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطلب المال ليس شرا، بل قد يكون خيرا إن طلب من الطريق الحلال، وأنفق في حلال، وأعطى منه حقه. ولقد قال عليه السلام: " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " (١).

النوع الرابع: الخيل المسومة، ومعناها المعلمة بعلامة تجعلها مرموقة حسنة المنظر، تجتلب الأنظار. وقيل المسومة: الراعية. والخيل من مفاخر الناس، ومن أدوات القتال، وكانت عزا للعربي، ولقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن في نواصيها الخير، كما أشرنا من قبل، وقد روى أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الخيل ثلاثة: لرجل ذِكْرٌ، ولرجل ستر، ولرجل وزر " (٢) فهي ذكر لمن كان يقتنيها للجهاد في سبيل الله، وستر لمن يقتنيها ويربيها ويبيع من نتاجها ما يستر به حاله ويرد غائلة الفقر، ووزر لمن يقتنيها ويفاخر بها، وكمن يسابق بها في قمار أو ما يشبه القمار. والخيل في أصل طلبها كانت لأنها أداة الحرب، ومن عدة القتال، ثم صارت هي مطلبا يقتنى لذاته، ويرغب فيه.

والنوع الخامس: الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، وهي تكون في حاجات الإنسان، ويتخذ منها مركبا وزينة ومطعما؛ قال تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦).

والنوع السادس: الحرث، وهو الزرع والغراس؛ لأن الحرث معناه إثارة الأرض ووضع البذر أو الغراس فيها، فأطلق السبب وأريد المسبب. والزرع والشجر منهما يؤخذ ملبس الإنسان وطعامه وأدوات زينته.

هذه إشارات إلى متع الحياة التي ذكرها النص القرآني الحكيم. ويلاحظ أن القرآن الكريم اقتصر على ذكر هذه الأمور مع أن في الحياة متعا حلالا غيرها،


(١) صحيح مسلم: الزهد والرقائق (٥٢٦٦) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأحمد: مسند العشرة المبشرين (١٣٦٤).
(٢) جزء من حديث طويل رواه مسلم: الزكاة - إثم مانع الزكاة (١٦٤٧) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه البخاري: شرب الناس والدواب من الأنهار (٢١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>