الشمس والقمر، ومن إيلاج الليل والنهار. وأخبر سبحانه عن وحدانيته بالأدلة القاطعة التي أشار إليها في كتابه العزيز، من مثل قوله تعالى:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفونَ).
وإخبار الملائكة عن وحدانيته سبحانه، بعبادتهم له سبحانه وطاعتهم المستمرة (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، ونزولهم على الأنبياء بأخبار الوحدانية.
وشهادة أولي العلم من الناس هي إخبارهم أيضا بما يستنبطونه من الأدلة العلمية الكونية الدالة على وحدانيته سبحانه، وتصديقهم لما جاء به الرسل، ونطقهم بما آمنوا به ودعوتهم إليه؛ وهذه الشهادة مختصة بأهل العلم الذين قد أخلصوا في طلب الحقيقة؛ فقد قال تعالى عن الجهال:(مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ).
وفى إجماع هذه الأخبار - إخبار خالق الكون، وإخبار الملائكة الأطهار، وبني آدم الأبرار - دليل على أنه معنى مقرر لَا مجال لأن يرتاب فيه عاقل.
المعنى الثاني للشهادة في قوله تعالى:(شَهِدَ اللَّه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) هو العلم. والمعنى: علم الله في علمه الأزلي، وعلم الملائكة بِفِطَرهم وبما أنشأهم عليه رب العالمين، وعَلم أهل العلم من الناس باستنباطهم وتقصيهم لأنواع الاستدلال المختلفة أنه لَا إله إلا هو. وفي جمع العلم على هذا النحو إشارة إلى أن أنواع العلم الثلاثة قد اتفقت على الوحدانية. فعلم الله الأزلي، قد تلاقى مع علم الملائكة النوراني وعلم الناس الاستدلالي على أن الله واحد، فكيف يختلف الناس فيه؟! تعالى الله سبحانه وتعالى علوا كبيرا.
وقوله تعالى:(قَائِمًا بِالْقِسْطِ) معناه أنه هو الواحد الأحد، الذي يسيطر على العالم بالقسط والعدل والميزان، وكل شيء في هذا الكون بمقدار، يسير على نظام محكم بقدرته سبحانه، لَا يتعدى أي جزء من أجزاء ذلك الكون الطورَ الذي