للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالكتاب، ينطق بالحق ببيان الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنه يُتبع الكفر بكل ما سبق الكفر باليوم الآخر، والكفر باليوم الآخر هو طريق الضلال البعيد، الذي لَا يستطيع التائه الضال إذا سار فيه أن يعود إلى الحق، إذ كلما أصر على الكفر باليوم الآخر ضل في فهم معنى الحياة، وبذلك ينزل إلى مرتبة الحيوان الذي لَا يعرف أنه موجود لغاية، وأن له نهاية هي ابتداء لحياة أفضل وأبقى، ومن ظن ألا حياة إلا هذه الحياة الفانية، فهو يلهو ويلعب، ويعيث. ويفسد، ولا ينتقل من ضلال إلا إلى ضلال، لَا يهتدي بهدى، ولايسترشد بإرشاد.

وإن قوة الإيمان وعظمة الإذعان تكون في الإيمان بالغيب، لأن المؤمن يخرج من أسر الحسِّ إلى انطلاق الروحانية، فيعلو فيها مدارج، ويسلك سبلا فجاجا.

وإن قوة الإيمان يقين ثابت مستمر، فلا هداية لمن يكون مزعزع العقيدة، مضطرب النفس يعرض له عارض فيرى نور الإيمان، ثم تعرض ظلمة فينطمس، ويستمر حائرًا بائرًا، ولذا قال سبحانه في أصحاب هذه الحال:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>