للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض زعماء اليهود ذهبوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عما يؤمن به فقال - عليه الصلاة والسلام - أومن بالله وما أنزل إلينا، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى، وما أوتي النبيون من ربهم لَا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون " فلما ذكر عيسى - عليه السلام - جحدوا نبوته، وقالوا: لَا نؤمن بمن آمن به ".

المبحث الرابع - أن الله تعالى قال: (وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ). ولم يقل سبحانه وأنتم فاسقون، إنصافا للذين يقتصدون منهم، وقد قال تعالى:

(. . . مّنْهُمْ أُمَّةٌ مقْتَصدَةٌ وَكَثِيرٌ منْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ). وقال تعالى:

(لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (١١٥).

وإن الأكثرين منهم فاسقون، بل إنه يكون منهم ما هو شر من الفسق في ذاته، فيقعون مع الفسق في أشد مظاهر الخسة، ولذا قال سبحانه فيهم:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>